دول مجلس التعاون الخليجي تعمل بشكل متواصل على التعاون معًا لدعم اقتصادهم وزيادة الرابطة بين شعوب دولهم، وكان هذا هو الدافع للعمل على التأشيرة الخليجية الموحدة، التي تعد خطوة حقيقية نحو التكامل بين شعوب الخليج. التأشيرة السياحية الموحدة تعكس الرؤية الثاقبة لدول الخليج في العمل على ما يثبت أقدامهم في المجال السياحي والاقتصادي.
التأشيرة السياحية الخليجية الموحدة بين كافة دول الأعضاء تتيح لحاملها أن يدخل أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، دون الحاجة للحصول على تأشيرة لكل دولة على حدى. يتم تداول العديد من الأخبار والتصريحات في أنه من المتوقع أن تأشيرة الخليج الموحدة تدخل حيز التنفيذ في نهاية عام 2025.
ما هي التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة؟
التأشيرة الخليجية السياحية الموحدة هي تأشيرة تسمح لحاملها الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي الست (المملكة السعودية، الأمارات، الكويت، قطر، البحرين، وسلطنة عمان) وهي تتشابه مع التأشيرة شنغن التي تسمح لحاملها الدخول لأي دولة من دول أوروبا، هكذا التأشيرة الموحدة تسمح للزائر الدخول لدول مجلس التعاون الخليجي جميعها والانتقال بين مدنها دون الحاجة إلى تأشيرة لكل دولة، مما يسهل من عملية السفر وتبسيط الإجراءات
تعد التأشيرة السياحية الموحدة خطوة تاريخية تعكس مدى حرص الدول الأعضاء على تعزيز الروابط فيما بينها، في المجالات المختلفة وخاصة السياحية والاقتصادية.
معلومات عن التأشيرات الموحدة لدول الخليج
تم إقرار التأشيرة السياحية الموحدة في ديسمبر 2023 أثناء انعقاد المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي في قطر في القمة 44 ومنتظر أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2025.
ستحمل التأشيرة أسم GCC Grand Tour ومن المعلومات التي يتم تداولها بخصوص التأشيرات الموحدة لدول الخليج؛ أن مدتها ستكون 30 يوما تسمح للزائرين بزيارة دول المجلس الستة بتأشيرة واحدة. مما يعد خطوة نحو التكامل بين دول الخليج وتعزيز الاستثمارات وزيادة حجم الوافدين من السياح وبالتالي تعزيز الاقتصاد. سيتم التقديم عليها من خلال منصة إلكترونية وسيتم مراجعة البيانات وأخذ الموافقة من جميع الدول الأعضاء، ومن المتوقع أن ترفض أحد الدول دخول أحد الأشخاص المقدمين على الفيزا لديها، في هذه الحالة سيكون له الحق في دخول كل الدول التي وافقت على التأشيرة ما عادا الدولة التي رفضت.
التأشيرة السياحية الموحدة تدعيم لقطاع السياحة الخليجي
دول الخليج تجذب أنظار السائحين على مستوى العالم، وخاصة بعد ما تم تحقيقه من طفرة وتطور في الخدمات السياحية وتنوعها، والتسويق بشكل فعال وإيجابي للأنشطة السياحية المتنوعة في الخليج من شواطئ وأثار وطبيعة، كما تطورت الخدمات السياحية بشكل يصل إلى العالمية في مختلف بلدان الخليج، من هنا كانت أهمية التأشيرة الموحدة، مما يجعلها فرصة رائعة لجذب عدد أكبر من السائحين. تضمن تأشيرة الخليج الموحدة تجربة سياحية مميزة للتعرف على التراث الخليجي المميز.
تعمل التأشيرة السياحية الموحدة على تيسير وتبسيط إجراءات السفر للسائحين، مما يساعد على زيادة عدد السائحين لدول مجلس الخليج في القريب العاجل لتضع الخليج العربي كوجهة سياحية عالمية رائدة. تشجع التأشيرة السياحية الموحدة الزوار من بلدان بعيدة على انتهاز فرصة تواجدهم في أحد دول الخليج لزيارة بقية الدول، حيث إنه قد يكون من الصعب تكرار الزيارة على فترات قريبة نظرًا لبعدهم الجغرافي عن منطقة الخليج.
التأشيرة الموحدة تعد فرصة لاكتشاف مميزات والجوانب السياحية المتنوعة لكل دولة من دول الخليج، وخاصة أن لكل دولة طبيعة وتاريخ يميزها عن باقي الدول، مما يوفر تجربة سياحية ثرية للزوار. كما ستكون التأشيرة الموحدة دافع قوي لتقديم برامج سياحية متكاملة لزيارة عدة مدن خليجية في برنامج سياحي واحد، مما يضفي تميزًا للتجربة السياحية. كما أنها ستشجع قطاع سياحي متميز وهو قطاع السياحة البحرية، لأنها ستوفر على السائح اتخاذ تأشيرة لكل ميناء في الخليج يتم الرسو عليها.
المكاسب الاقتصادية لتأشيرة الخليج الموحدة
السياحة هي أحد أهم الدعائم الاقتصادية التي يصعب تجاهلها، وهذا ما اهتمت دول الخليج به منذ فترة، وللعمل على تنويع مصادر دخلها وعدم الاعتماد على الطاقة فقط في اقتصادها.
التأشيرة الخليجية تحمل في طياتها تحول اقتصادي كبير من خلال تحفيز كل دول الخليج على التميز الاقتصادي وفتح آفاق جديدة ومتسعة، كما يرجع بفائدة اقتصادية على دول الخليج من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية. كما سيتم الاهتمام بشكل قوي بقطاع الطيران وتحسين الخدمات وكذلك قطاع الفنادق وزيادة عدد الغرف، مما ينعكس بشكل إيجابي على اقتصاد الدول الأعضاء.
التأشيرة الموحدة ستكون فرصة رائعة لزيادة الاستثمارات وتنوعها، وستكون جاذبة لرجال الأعمال على مستوى العالم لفتح مشاريع متنوعة في دول الخليج العربي، كما ستساعد على توحيد السياسات الاقتصادية على مستوى الدول الأعضاء وبالتالي زيادة حجم التبادل التجاري.