تعد المحيطات والبحار من أهم الموارد الطبيعية التي تدعم الحياة على كوكب الأرض. فهي ليست فقط المصدر الرئيسي للطعام للملايين من البشر، بل هي أيضا منزل لمجموعة هائلة من الكائنات البحرية التي تلعب دورًا حيويًا في توازن البيئة. ومع ذلك، تعاني المحيطات من تهديدات عدة مثل التلوث، والصيد الجائر، وارتفاع درجات الحرارة، والحمولات المفرطة. لذلك، ظهرت العديد من المشاريع العالمية التي تهدف إلى حماية الحياة البحرية وضمان استدامتها. في هذا المقال، نستعرض أفضل خمسة مشاريع عالمية تهدف إلى الحفاظ على الحياة البحرية.
مبادرة مثلث المرجان
الحفاظ على الحياة البحرية في مدينة سي وورلد أبوظبي
تعد مدينة سي وورلد أبوظبي واحدة من أبرز الوجهات الترفيهية والتعليمية في منطقة الشرق الأوسط، وهي تلتزم بتعزيز الوعي حول أهمية الحفاظ على الحياة البحرية. يقع المنتزه في جزيرة ياس بأبوظبي، ويُعتبر جزءًا من سلسلة الحدائق الترفيهية المرموقة التي تركز على التعليم البيئي والمحافظة على الأنواع البحرية المهددة بالانقراض.
تسعى سي وورلد أبوظبي إلى تقديم تجارب تفاعلية تربط الزوار بالكائنات البحرية، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المحيطات مثل التلوث، والصيد الجائر، وتدمير المواطن الطبيعية. يتضمن البرنامج العديد من الأنشطة البحثية والتعليمية التي تهدف إلى تعزيز فهم الزوار حول أهمية حماية الأنواع البحرية والحفاظ على التنوع البيولوجي البحري.
من أبرز جوانب البرنامج في سي وورلد أبوظبي هو التعاون مع المنظمات البيئية العالمية لإعادة تأهيل الأنواع البحرية المهددة بالانقراض، مثل السلاحف البحرية وأسماك القرش. كما تسعى المدينة إلى توفير بيئات بحرية آمنة ومستدامة من خلال الأبحاث العلمية التي تُجرى في مركز الأبحاث البحري الخاص بها، حيث يتم رصد صحة الكائنات البحرية ودراسة طرق تحسين سبل العيش لهذه الأنواع.
بالإضافة إلى ذلك، يُسهم المنتزه في زيادة الوعي البيئي بين الزوار من خلال الأنشطة التثقيفية والمبادرات التفاعلية، مثل ورش العمل والمحاضرات التي تُنظم بشكل دوري. يُعتبر هذا البرنامج مثالًا على كيفية الجمع بين الترفيه والتعليم في سبيل الحفاظ على الحياة البحرية وحمايتها للأجيال القادمة.
مبادرة The Ocean Cleanup
مبادرة “ذا أوشن كلين أب” هي مشروع مبتكر يهدف إلى تنظيف المحيطات من النفايات البلاستيكية. تم إطلاق هذا المشروع في 2013 من قبل المهندس الهولندي بويان سلات، ويستهدف تنظيف المحيط الهادئ بشكل أساسي، حيث تُقدر كمية البلاستيك العائم فيه بحوالي 80 ألف طن.
تتمثل فكرة هذا المشروع في استخدام معدات حديثة تعمل على جمع النفايات البلاستيكية العائمة بواسطة شبكة عملاقة تتحرك مع تيارات المياه. قامت المبادرة بتركيب أول وحدة تنظيف في البحر في عام 2018، وقد حققت العديد من النجاحات في إزالة البلاستيك من المحيطات. في عام 2023، بدأت المبادرة في نشر تقنيتها على نطاق أوسع، وتمكنت من جمع أطنان من البلاستيك في المحيط الهادئ.
برنامج Marine Protected Areas (MPAs)
تعتبر المحميات البحرية من أكثر الأدوات فعالية في الحفاظ على التنوع البيولوجي البحري. في العديد من البلدان حول العالم، تعمل الحكومات ومنظمات الحفاظ على البيئة على إقامة محميات بحرية للحفاظ على الأنواع البحرية المهددة. تهدف هذه المحميات إلى حماية النظم البيئية البحرية عبر منع أو تقليص الأنشطة البشرية الضارة مثل الصيد الجائر، وتدمير المواطن، والتلوث.
أحد أبرز الأمثلة على هذه المبادرة هو إنشاء “الحديقة الوطنية البحرية لناميبيا” التي تمتد على طول سواحل البلاد. تمثل هذه المحميات ملاذًا للعديد من الكائنات البحرية المهددة، بما في ذلك الأسماك، والحيتان، والسلاحف البحرية.
في عام 2020، أعلنت الأمم المتحدة عن قرار شامل لتوسيع شبكة المحميات البحرية في أنحاء العالم لتغطية 30% من المحيطات بحلول عام 2030.
مشروع Seacology
تعد منظمة “Seacology” واحدة من أكبر المنظمات غير الحكومية المكرسة لحماية المحيطات، إذ تسعى لحماية الحياة البحرية من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية. تركز المنظمة على الجزر والمناطق الساحلية، حيث تقوم بتمويل مشاريع حفظ الحياة البحرية في أماكن مثل جزر بالي في إندونيسيا وجزر فيجي.
تتبع المنظمة نهجًا فريدًا من خلال تقديم حوافز للمجتمعات المحلية مقابل التزامهم بحماية البيئات البحرية. على سبيل المثال، قد يتم تقديم تمويل لبناء مدارس أو مستشفيات في مقابل الاتفاق على إنشاء محميات بحرية. يساعد هذا النهج في إشراك المجتمعات المحلية في جهود الحفاظ على البيئة البحرية مع تحسين حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.