يتزايد عدد الوظائف التي تشغلها النساء في مجتمعنا يومًا بعد يوم، وتتزايد معه حاجتهن للاعتناء بصحتهن. هذا يعني اتباع أسلوب حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والحصول على قدر كاف من النوم، وتجنب الآثار السلبية للإجهاد والعادات غير الصحية.
يتضمن ذلك أيضًا اتباع حمية غذائية صحية، تتكون من الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية كالفواكه والخضروات والبروتينات المفيدة للجسم.
تستفيد السيدات أيضًا بشكل خاص من إضافة الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة (المعززات الحيوية أو البروبيوتيك) إلى نظامهن الغذائي، وهذا لأن دواء البروبيوتيك للنساء يزودهن بالعديد من الفوائد الصحية
هذه الفوائد الصحية تتضمن:
1. الحفاظ على التوازن البكتيري للفلورا المعوية
معظم السيدات يكن أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الجهاز الهضمي، كالإمساك والقولون العصبي. لكن رغم ذلك، فإن الكثيرات منهن لا يتخذن أية إجراءات لمواجهة هذه المشاكل الصحية، كما تتناول بعضهن المضادات الحيوية كمحاولة لعلاجها.
إقرأ أيضا : الغدة الدرقية: أعراضها وسبل علاجها
تناول المضادات الحيوية، خاصة حين لا تقتضي الحاجة، يتسبب في اختلال التوازن البكتيري داخل الجهاز الهضمي، حيث ينخفض عدد البكتيريا المفيدة، مما يؤدي لاستمرار ظهور الأعراض المرضية وعدم الشفاء منها.
يمكن للمعززات الحيوية المساعدة في تخفيف أعراض الإمساك، والقولون العصبي الخفيف إلى متوسط الشدة، والإسهال، دون حاجة لتناول المضادات الحيوية. كما أن لها نفس التأثير المليّن لحركة الأمعاء المصاحب لتناول المضادات الحيوية.
بالإضافة لذلك، يمكن للمعززات الحيوية مساعدة الجسم على استعادة التوازن الصحي للبكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة داخل الجهاز الهضمي.
2. تخفيف أعراض الإسهال المصاحب للسفر
تٌنصح السيدات اللاتي يسافرن كثيرًا، سواء كان ذلك لأغراض العمل أو الاستجمام، باصطحاب دواء بروبيوتيك (معزز حيوي) معهن لتخفيف أعراض الإسهال المصاحب للسفر.
والإسهال المصاحب للسفر هو أحد أمراض الجهاز الهضمي التي تتشابه أعراضها مع أعراض الإسهال العادي، عدا أنه عادة ما يصيب المسافرين عند انتقالهم من بلد إلى بلد.
هذه الأعراض تتضمن البراز اللين أو السائل، والحاجة المتكررة لدخول الحمام، والتقيؤ، والشعور بالغثيان، والتقلصات أو المغص، وغيرها.
وبما أن الإسهال يتسبب في اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة في الأمعاء، فإن تناول قدر أكبر من الأطعمة والمكملات الغذائية الغنية بالمعززات الحيوية يساعد على حل هذه المشكلة.
كما أن هذه المعززات الحيوية تساعد على تخفيف الأعراض الأخرى المصاحبة للإسهال.
ولهذه الأسباب، يوصى بالمعززات الحيوية لعلاج الإسهال عند من النساء والرجال البالغين.
3. المساعدة على الهضم
الأحياء الدقيقة الموجودة في الأمعاء تساعد الجسم على هضم الطعام. وحين تتزايد نسبة البكتيريا النافعة، فإن عملية الهضم تتم بسلاسة، وبالتالي تنتظم حركة الأمعاء المسؤولة عن عملية الإخراج. كما يساعد ذلك السيدات في الحفاظ على وزن صحي.
ولضمان وجود العدد الكافي من البكتيريا النافعة في الأمعاء، يجب عليك الإكثار من تناول الأطعمة والمكملات الغذائية الغنية بالمعززات الحيوية.
الفوائد الأخرى لتناول المعززات الحيوية تتضمن الحد من مشاكل الجهاز الهضمي كالانتفاخ، والغازات، والإمساك.
4. تقوية المناعة
أثبتت العديد من الدراسات قدرة المعززات الحيوية على تعزيز وتقوية الجهاز المناعي للإنسان، وذلك عن طريق تزويده بالبكتيريا النافعة وتعويض المفقود منها.
بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه الكائنات الدقيقة المفيدة للجسم في إفراز الفيتامينات والإنزيمات التي تساهم بدورها في إبقاء جهازك الهضمي بأفضل حال.
كل هذا يساعد الجهاز المناعي في القيام بدوره لحماية الجسم من الميكروبات الضارة التي تسبب أمراض متعددة كنزلات البرد الشائعة، والحساسية، والإسهال.
5. علاج ومنع العدوى الفطرية
العدوى الفطرية المهبلية، أو عدوى الخميرة المهبلية التي تتسبب بها فطريات الكانديدا، تعد من أكثر الأمراض المهبلية شيوعًا لدى السيدات.
وكما هو الحال في الجهاز الهضمي، يحتوي المهبل عند السيدات على نظام من الكائنات الحية الدقيقة، مما يعني أنه من الضروري الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا النافعة مقابل البكتيريا الضارة في هذه المنطقة أيضًا.
تحدث عدوى فطريات الكانديدا حين يختل هذا التوازن الصحي، بسبب الإجهاد أو التقلبات الهرمونية أو المرض أو تغير النظام الغذائي، حيث تتكاثر الفطريات ويتفوق عددها على عدد البكتيريا النافعة في منطقة المهبل.
لعلاج هذه العدوى أو الوقاية منها، عليك الحفاظ على نظام غذائي متوازن، منخفض السكريات وغني بالألياف. زيادة استهلاكك من الألياف يساعدك أيضًا على تعزيز ودعم نمو البكتيريا النافعة في المهبل لمحاربة الفطريات الضارة.
تناول المعززات الحيوية التي تحتوي على سلالة بكتيريا لاكتوباسيلس للنساء بشكل يومي يساعد أيضًا في الحفاظ على توازن الأحياء الدقيقة لدى السيدات، وهذا لأن هذه هي سلالة البكتيريا النافعة الأكثر انتشارًا في المهبل والقناة البولية.
6. دعم الصحة النفسية
تظهر دراسات عديدة وجود صلة قوية بين حالة الأمعاء والمخ.
فالإجهاد، الذي يعد أحد أهم العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية لدى كل من الرجال والنساء، يمكن أن يؤثر على توازن البكتيريا في الجهاز الهضمي، وبالتالي قد تكون له آثارًا سلبية على الوظائف الحيوية للجهازين الهضمي والمناعي.
كل هذا يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والبدنية للشخص.
تزويد الجسم بقدر أكبر من المعززات الحيوية يساعده في التعامل مع الإجهاد ومقاومة آثاره السلبية بشكل أفضل.
على سبيل المثال، زيادة استهلاك الفرد من الأطعمة والمكملات الغذائية التي تعزز نمو بكتيريا بيفيدوباكتيريوم يمكن أن يساعد الجسم في تقليل مستويات الهرمونات المرتبطة بالتوتر والقلق، كما تساعد بكتيريا لاكتوباسيلس بلانترم في خفض مستويات الإجهاد لدى الفرد.
المستويات الأعلى من المعززات الحيوية في الأمعاء يمكنها أيضًا المساهمة في تحسين جودة النوم لدى الفرد، خاصة بعد يوم مرهق.
7. تعزيز صحة السيدات الحوامل
الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي أمر ضروري للحوامل. وكما ذكرنا سابقًا، فإن هذا يتطلب أن تغلب البكتيريا النافعة في الأمعاء على الضارة منها.
حين تتمتع السيدات المقبلات على الولادة بحالة صحية جيدة للأمعاء، فإن الوظائف الحيوية للجهاز الهضمي لديهن تسير على نحو أفضل، وتنظم حركة الأمعاء لديهن، مما يجنبهن مشاكل الإمساك الذي تعاني منه الكثير من السيدات الحوامل.
وبما أن المعززات الحيوية تساعد في تقوية الجهاز المناعي، تُنصح الأمهات المستقبلية بزيادة استهلاكها لهذه العناصر الغذائية الهامة لضمان ألا يكن عرضة للإصابة بالأمراض بسهولة، حيث إن هذا يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة أطفالهن.
كما أن الأجنة تحصل على العناصر الغذائية التي تحتاجها من أمهاتها. وحين يتلقى الطفل هذه البكتيريا النافعة من جسم أمه، يبدأ جهازه المناعي في النمو منذ وقت مبكر.
إقرأ أيضا : الاستعلام عن صلاحية اقامة عامل وافد برقم الإقامة عبر أبشر
ومن الجدير بالذكر هنا أن بعض الدراسات تشير إلى وجود سلالات معينة من المعززات الحيوية التي تزيد معدلات الخصوبة لدى النساء، لذا قد يكون من المفيد للسيدات اللاتي يحاولن الإنجاب استشارة طبيب النساء والتوليد الخاص بهن وسؤاله عن توصياته بخصوص ذلك.
وأخيرًا، يجب على السيدات المقبلات على الولادة سؤال أطبائهن عن أنواع عقاقير البروبيوتك التي ينبغي عليهن أو يمكن لهن تعاطيها إن كن يرغبن في إضافتها إلى نظامهن الغذائي، أو سؤالهم عن أنواع الأطعمة والمشروبات الغنية بالمعززات الحيوية التي يمكن لهن تناولها.
لا شك أن المعززات الحيوية تمد السيدات بالعديد من المنافع الصحية. لذا فإن إضافة الأطعمة والمشروبات الغنية بالبكتيريا النافعة إلى نظامك الغذائي اليومي سيكون خطوة جيدة للحفاظ على صحتك وتجنب العديد من المشاكل.