توقفوا معي عند أسماء ذكورية جاءت من العثمانيين إلى جزيرة العرب والعراق والشام ومصر . مثل عزّت ونصرت وجودت وطلعت وتطول القائمة . وكلها تيمّنا بالتسامي والعزة والرفعة . من بين تلك الأسماء وجدتُ أن اسم ” شوكت ” اسم من الاسماء العربية،. والأسم مذكّر ، وأراد الأتراك التيمن بالقوة والبأس لأنه يُرجى لحامله القوة والشدة ويتصف ايضا بالمهابة وعلو الشأن ورفعة المكانة والعيشة الرغدة السعيدة والاصل العالى والطموح والقبول بين الناس وحب القمة والصدارة دائما فهو- في مفهومهم – عاشق للنجاح. لكنها – أي كلمة شوكت – بنفس الوقت توحي بالوجع والألم وربما العذاب والكرب .
ذكر كوركيس عوَّاد في كتابه (أشتات لغوية) أن ما انتهى من الأسماء بالتاء الطويلة على الصيغة التركية : الأصل في معظم هذه الأسماء أنها تسمياتٌ عربية، وتقتضي قواعد الإملاء العربي أن تكتب بالتاء المربوطة، إلاَّ أن الأتراك العثمانيين درجوا في الماضي على أن يستعيضوا عن التاء المربوطة بالتاء الطويلة، وهذا أمرٌ تأباه اللغة العربية.
وحين أراد العرب إطلاق هذه التسميات على أبنائهم اقتفوا خطوات الترك في الاستعاضة عن التاء المربوطة بالتاء الطويلة، ومن الأمثلة على ذلك:
إلفت / بهجت /: ثروت /: جودت / ، حِشمت، ، حِكمت / (خيرت / دولت / رأفت، رحمت، رِفعت / سيرت / شوكت / ، صفوت، صنعت / طلعت / عِزَّت، عِصمت، عِفَّت / مَدحت. (ن): نجْدت، نَزهت، نَشْأت، نَصرت، نِعمَت /
شخصيا لا أرى غرابة في تلك الأسماء إلا اسم ( شوكت ) ومع أنه – أي المفرد – من أهون ما يصاب به المرء إلا أنه قد يجلب السهر والحمي . وأخص عظام السمك وهو يسمي شوكة ، إذا اعترضت بلعوم قإن عواقبها غير خميدة .
ومن يحذرون الغير من فلان الفلاني يقولون : فلان شجرة عوسج ،لا تاكله الأبل ولا يُتظلل به المارة ، لكثرة شوكه . وأيضا لدينا في المملكة صفة عامية للشخص اللحوح فيقال له ” شوكة طين ” التي توجد ضمن خلطة الطين فمع الرطوبة إذا دخلت اصبع العامل يصعب إخراجها لقوة اندفاعها وصعوبة الحذر منها .