دورس الدعم للأطفال، هي عبارة عن دروس دعم وتقوية يلقيها المدرس في مختلف التخصصات بجانب للدروس الأساسية بهدف تعزيز القدرات التعليمية والاستيعابية لدى الطالب. وتتم من خلال مؤسسات الدعم والتقوية والتي تعلن عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر اللافتات المعلقة في الشوارع.
دروس الدعم للأطفال
انتشرت دروس الدعم للأطفال في الآونة الأخيرة وبرزت على الساحة التعليمية بشكل واضح وأساسي بسبب قدرتها على مساعدة وتأهيل الطلاب على التحسين والتحصيل. ولكن تكمن إشكالية أساسية حول هذه الدروس في تأثيرها على مستوى التحصيل التعليمي للأطفال سواء بالإيجاب أو بالسلب وكيفية تنظيمها من قبل القانون. ومؤخراً لم تعد دروس الدعم والتقوية قاصرة على طلاب المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو الثانوية بل امتدت لتصل إلى طلاب الجامعة، حيث أصبحوا يتلقون دروس دعم وتقوية إضافية بجانب المحاضرات.
يرى عدد من المراقبين والمختصين بأن دروس الدعم والتقوية ما هي إلا إحدى عوامل فشل التعليم. فهي بمثابة آفة من آفات التعليم ولابد من التخلص منها ومقاومتها وليس فقط بالمدراس الحكومية بل أيضاً المدارس الخاصة، ومن ضمن الآراء المناصرة لهذا الرأي: رأي أستاذ الأنثروبولوجيا الباحث في جامعة محمد الخامس ” رحال بوبريك”.
الدعم المدرسي للأطفال من سن 5 سنوات “المساعدة في الواجبات المنزلية”
تقدم دروس دعم وتقوية للطالب في عمر الخمس سنوات أو أقل من ذلك سواء بالقرب والتواجد مع الطالب أو عن بُعد عبر الإنترنت. ويقدم الدعم المدرسي للأطفال من سن 5 سنوات عبر نظام التدريب الذاتي وتعليم الطالب القيام بالواجبات الدراسية بالمنزل بمفرده والبقاء متحمساً والتركيز أثناء الشروح وفهم الدروس للحصول على مستوى جيد من الاستيعاب.
يهدف الدعم المدرسي إلى تدريب الطفل على التواصل البناء والفعال مع العالم الخارجي عبر تنمية مهاراته من خلال عدة تمارين للغة وتأكيد الشخصية واكتساب مهارات جديدة وفعالة. ويبدأ الدعم المدرسي للأطفال خاصة للمبتدئين ويمكن أن يبدأ من عمر 3 سنوات حتى 12 سنة وتتراوح المدة التي يتلقى فيها الطفل الدعم المدرسي من ساعة إلى ساعتين وتدور الدروس باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية.
دروس دعم مدرسي بالسعودية
تتوافر دروس الدعم والتقوية التعليمية داخل المملكة العربية السعودية، حيث يمكن العثور على مدرس دعم لمختلف المراحل التعليمية بمختلف المناهج الدراسية. وأصبحت الدروات التعليمية ودروس الدعم عبر منصات التواصل الاجتماعي ومنصات التحول الرقمي التعليمية في تزايد مستمر وملحوظ في الفترة الأخيرة، حيث تحتل دروس الدعم المدرسي للطلاب في كافة مراحلهم التعليمية الصدارة في قائمة المهن الأون لاين. ويرجع سبب ذلك إلى رغبة الأجيال الجديدة في الزيادة المعرفية وعدم الاقتصار على الدروس التقليدية فقط والبحث عن فرص جديدة للتعلم، لذا نجد فكرة دروس الدعم والتقوية تكتسب تألقاً وشعبية كبيرة خاصة عبر الإنترنت.
أهمية دروس الدعم للأطفال
يسعى الكثير إلى التطوير والابتكار والبعد عن التقليد والنمطية خاصة في ظل ثورة المعلومات والاتصالات التي يشهدها العصر الحالي مع عملية التحول الرقمي بمختلف المجالات خاصة مجالات التعليم والتعلم، ومن أهم الابتكارات التعليمية في هذا المجال دروس الدعم والتقوية للطلاب، والتي تتجلى أهميتها ومزاياها في:
- مساعدة الطالب في فهم الشروح بطريقة أكثر استيعابية وتلقي عروض مختلفة للشروح التعليمية بمختلف المناهج الدراسية وتوفير المواد التعليمية الخاصة بها.
- العمل داخل بيئة المنزل دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان أو مؤسسة مما يوفر الوقت والجهد. كما يتيح إمكانية القيام بأي أنشطة أخرى ولكن يجب التركيز جيداً أثناء تلقي الشروح.
- التخلي عن التنقل من مكان لآخر عبر مواصلات النقل، حيث لا يحتاج الطالب أو المدرس إلى الانتقال من منزله، وبالتالي توفير المال المصروف على وسائل النقل والوجبات الغذائية.
- إزالة الحواجز الجغرافية فعلى الرغم أن البعض ما زال يعطي دروس الدعم عبر الأوساط المادية، إلا أن فكرة التحول الرقمي مكنت من زلزلة البعد الجغرافي وأدائها عبر الإنترنت، مما يمكن للطالب الحصول على المواد التعليمية وشروحها أينما كان وتواجد.
- يمكن للمدرس العمل أثناء السفر والتوفيق بين العمل والسفر، حيث يمكن التأقلم بين الأعمال التقليدية والروتينية وبين الأعمال الرقمية، مما يساعد في إنجاز أكثر من عمل في نفس الوقت.
المواد التي يتلقاها الطلاب من دروس الدعم والتقوية
يمكن للطالب أن يتلقى جميع المواد التعليمية والأنشطة عبر دروس الدعم والتقوية سواء كان بالتواصل الحي والمباشر أو من خلال التواصل الرقمي، ومن ضمن هذه المواد التعليمية الرئيسية، ما يلي:
اللغات: حيث تعتبر اللغات إحدى أهم المواد التعليمية التي تلقى إقبالاً كبيراً خاصة عبر منصات التحول الرقمي، حيث يندفع العديد إلى تعلم لغة جديدة سواء بدافع العمل بها أو الشغف. وتعتبر اللغات الأكثر طلباً في السوق لما لها من أهمية خاصة.
المواد الدراسية “الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، الأحياء”: تهدف دروس الدعم إلى تقوية الطالب بمختلف المواد الدراسية التي يعاني فيها من نقص سواء كان في المرحلة الابتدائية أو الإعدادية أو مرحلة الثانوي.
الفنون والموسيقى وفنون أخرى: لا تقتصر دروس الدعم على اللغات والمواد الدراسية فقط بل تمتد لتصل أنشطة الفنون والموسيقى، حيث يرغب العديد في ثراء معارفهم الثقافية، بالإضافة إلى إمكانية تعلم فنون الطهي عبر دورات تدريبية وبرامج أخرى متخصصة في هذا المجال.
موقف باحثي علم النفس والاجتماع من دروس الدعم
يرى الباحثين في علم النفس والاجتماع دروس الدعم والتقوية بمثابة معضلة وأزمة أساسية بل كارثة على المستوى التعليمي بغض النظر عن الفائدة التي يمكن أن تُجنى من وراء تدريسها إلا أن لهذه الدروس سلبيات عدة سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي. فأصبحت هذه الدروس بمثابة مورد مالي إضافي للمدرس من أجل تحسين الدخل بغض النظر على رسالته التعليمية وفي المقابل يدفع أولياء الأمور مبالغ طائلة وأموال باهظة من أجل تلقى أبنائهم لدروس الدعم، مما يعني أن هذه الدروس أصبحت تجارة بالنسبة للمدارس الحكومية والخاصة.
يرى الأخصائي النفسي وأستاذ علم الاجتماع الأستاذ “أبو بكر حركات”: بأنه يجب على الطالب الحصول على دروس الدعم والتقوية في المواد التي يعاني من صعوبتها أو يكون مستواه ضعيف فيها وليس في جميع المواد الدراسية، لكن حالياً يذهب الكثير من التلاميذ إلى تلقي دروس الدعم بمختلف المواد حتى إن لم تكن حاجتهم مُلحة لذلك، مما أثر سلباً على نسبة حضورهم بالمدراس، فالبعض يذهب إلى المدرسة بدون تحفيز أو على مضض. وأضاف حركات بأن الطريقة التي تُدرس بها هذه الدروس غير سليمة وغير قانونية في كثير من الأحيان، حيث يمكن أن تحوي أكثر من 30 تلميذاً في مكان واحد أو عبر المنصات الرقمية، لذا يجب إما أن تكون فردية أو شاملة لعدد معين من الطلاب لا يتجاوز أكثر من أربعة تلاميذ، تسهيلاً لعملية التلقين والتلقي في نفس الوقت وأن يعطي المدرس المعلومات الكافية لكل طالب في جوانب النقص التي يعاني منها.
في النهاية: تختلف الآراء ووجهات النظر حول دروس الدعم للأطفال، حيث يشيد البعض بأهميتها في معالجة جوانب النقص التعليمية للطفل والبعض الآخر يراها بمثابة آفة لابد من القضاء عليها أو تنظيمها قانونياً.