ما يريد المستثمرون سماعه أو قراءته هو، من دون منازع، توقعات سوق الأوراق المالية للعام 2022 ورؤية أهم شركات الخدمات المالية العالمية لأبرز قطاعات الاستثمار إن على المدى القصير أو على المدى الطويل. فلنبدأ إذًا بسرد أهم ما جاء في مذكرات شركات الخدمات المالية العالمية لعملائها.
الاستثمار في الأسهم
أعلنت مؤخرًا شركة الخدمات المالية العالمية غولدمان ساكس رؤيتها للعام 2022 وأبرز توقعاتها لسوق تداول الأسهم، وقد جاء في المذكرة التي أرسلتها لعملائها أن سنة 2022 ستشهد استمرارًا في ارتفاع سوق الأسهم تزامنًا مع استمرار الاقتصاد والسياسات الحكومية في التطبيع والتأقلم إلى حدّ كبير مع وباء كورونا. ووفقًا لغولدمان ساكس، فإن مؤشر S&P 500 سيستمر في جني الأرباح في نهاية العام 2022.
كما قال ديفيد كوستين، المحلل الإستراتيجي في مجموعة غولدمان ساكس، إن أحد أوجه عدم اليقين الرئيسية للعام المقبل هي تفاعل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتحركاته، لا سيما أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، جو بايدن، لم يرشح أحدًا بعد لمنصب رئاسة المجلس.
وعلى الرغم من التوقعات بإبقاء المعدلات مرتفعة، إلا أن ذلك لن يعرقل نشاط سوق تداول الأسهم. وفي نهاية المذكرة، ذكرت مجموعة غولدمان ساكس تصنيفات التوازن الخاصة بها في مجال تداول الأسهم بتوجّه أكبر نحو أسهم قطاع التكنولوجيا وقطاع التكنولوجيا المالية.
البطاريات هي النفط الجديد
من ناحية أخرى، أصدرت مجموعة مورغان ستانلي مذكرة لعملائها تحت عنوان “البطاريات هي النفط الجديد” للعام 2022 والأعوام المقبلة، حيث أن اقتصاد البطاريات العالمي سيغير سلسلة التوريد عبر إنشاء نظام صناعي جديد.
وتعتبر مجموعة مورغان ستانلي أن المستثمرين في غالبيتهم يوجّهون أنظارهم نحو شركات السيارات الكهربائية نفسها، مثل تسلا، ولوسيد، وريفيان وغيرها، ونحو تداول أسهم هذه الشركات عبر شركات الوساطة المالية عبر الانترنت مثل سكويرد فاينانشيال، متجاهلين بشكل كبير النفط الجديد، أي صناعة البطاريات، وهو قطاع سيحدث تغييرًا كبيرًا في الأعوام القليلة المقبلة. وتقدّر الشركة أن يبلغ إجمالي سوق بطاريات السيارات الكهربائية 525 مليار دولار أمريكي بحلول العام 2040، وسيقابل ذلك انتعاش قوي في سوق مبيعات السيارات الكهربائية التي تدعمها بقوة سياسات الدول. و من هنا يأتي قطاع تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات في أولوية خيارات الاستثمار على المدى الطويل.
ميتافيرس ومستقبل الواقع الافتراضي
وقد أشارت المذكرة الصادرة عن مورغان ستانلي إلى اهتمام المستثمرين بـ”ميتافيرس”، أو الواقع الافتراضي، لا سيما بعد أن غيًرت شركة فيسبوك علامتها التجارية لتصبح شركة ميتا في إعلان لصاحبها مارك زوكربيرغ الذي كشف عن خطة الشركة وتطلّعاتها نحو عالم جديد من التواصل الاجتماعي. كما ذكرت مورغان ستانلي في تقريرها أن قيمة سوق ميتافيرس قد تبلغ 8 تريليون دولار أمريكي، فهي تمثّل الجيل الجديد من وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الرقمي وألعاب الفيديو.
أما اللاعب الأساسي البديهي في هذا المجال فهو شركة ميتا (فيسبوك سابقًا) نظرًا لثبات الشركة إداريًا وتنظيميًا على المدى الطويل. إلا أن شركات كثيرة أبدت استعدادًا لدخول عالم ميتافيرس، وعلى رأسها شركة الألعاب العالمية Roblox التي يبلغ عدد مستخدميها حوالى 50 مليون مستخدم يوميًا.
الاستثمار في الذهب
ما زال الذهب على مرّ السنين خيارَ الاستثمار الأول على المدى الطويل لكافة المستثمرين من الأفراد والمؤسسات، إن عبر شرائه أو تداوله من خلال وسطاء العقود مقابل الفروقات عبر الإنترنت مثل شركة سكويرد فاينانشيال، فهو يعتبر ملاذًا آمنًا لا سيما عند التضخم المتزايد والمتسارع. وعلى الرغم من التقلّبات التي شهدها سعر الذهب في العام 2021، بخاصة مع ارتفاع أسعار الفوائد ومماطلة الاحتياطي الفيدرالي في روايته الخاصة بالتضخم، إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا. أما توقعات العام المقبل 2022، فهي متفائلة بشأن ارتفاع أسعار الذهب، لا سيما مع ثبات التضخم أو ارتفاعه، وهو سيناريو يشبه إلى حدّ كبير ما حدث بين العامين 2015 و2019.
الاستثمار في العملات الرقمية
شهد العام 2021 تبنيًا كبيرًا لسوق العملات الرقمية إن من قبل المستثمرين الأفراد أو المؤسسات، مثل تسلا، و”مايكرو استراتيجي”، و”باي بال” وغيرها، حتى أن دولًا وحكومات بدأت تعتمد بيتكوين عملةً رسمية في بلادها مثل دولة السلفادور، ما يؤكد على أن مستقبل تقنية سلسلة الكتل (blockchain) وعالم العملات الرقمية مبشّر لما يقدمه من حلول ذكية للنظام المالي. ومن هنا تبرز أهمية سوق العملات الرقمية كأحد الخيارات الاستثمارية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.