يعامل الناس الأطفال كالخزف الهش لأن أجسادهم غير مكتملة النمو بما يكفي لمقاومة الأمراض. ينطبق الأمر نفسه عندما يتعلق بصحة الأسنان.
نظرًا لعدم معرفتهم أساليب العناية الأساسية بالأسنان بعد، فإن الآباء والقائمين على رعايتهم مسؤولون عن نمو الأطفال مع ضمان إبقاء أسنانهم قوية وصحية. بهذه الطريقة، يمكنك الحفاظ على ابتسامتهم خالية من التسوس والتأكد من أنهم ينشطون وينامون ويأكلون جيدًا في المنزل والمدرسة.
أتريد أن تعرف ما يمكنك القيام به لتحقيق ذلك؟ فيما يلي خمس طرق للحفاظ على أسنان طفلك صحية وقوية:
1. علّمي طفلك طريقة تنظيف أسنانه بشكل صحيح.
يعتبر التنظيف المنتظم أمرًا بالغ الأهمية حتى قبل أن تنبت للطفل أسنانه الأولى.
نظفي لثة ولسان طفلك بانتظام. بمجرد أن تبدأ أسنانه اللبنية في الظهور، يمكنك البدء في تنظيفها أيضًا لمنع تسوس الأسنان.
تأكدي من استخدام منتجات العناية بالأسنان المناسبة لعمره مثل فرشاة أسنان الرضع أو منشفة نظيفة أو ناعمة للأطفال. مع تقدمه في السن، دعيه يستخدم فرشاة ذات شعيرات ناعمة بحجم رأس مناسب وفقًا لعمره. يمكنك أيضًا استخدام معجون أسنان بالفلوريد، بشرط أن تحافظي على استخدام الحد الأدنى منه (بحجم حبة الأرز تقريبًا).
بالطبع، يعتبر تنظيف الأسنان أكثر من مجرد فرشاة أسنان مزينة ومعجون أسنان بنكهة الفواكه. يتعلق الأمر أكثر بالتنظيف الصحيح للأسنان. فيما يلي بعض الأمور التي يجب أن تبدأي في تعليم طفلك الصغير حول هذا الجزء الهام من نظافة الفم:
معدل التنظيف بالفرشاة (عدد المرات) والزمن المستغرق (المدة) :
يجب تنظيف الأسنان بانتظام لضمان صحة الأسنان. ينصح أطباء الأسنان بتنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين على الأقل في اليوم، مثل بعد تناول الإفطار وقبل الذهاب إلى الفراش.
بالطبع يفضل تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد كل وجبة وبعد الوجبات الخفيفة. يؤدي القيام بذلك إلى تقليل مقدار الوقت الذي تبقى فيه بقايا الطعام في الفم، مما يقلل أيضًا من فرصة البكتيريا المسببة للتسوس في التغذي على تلك البقايا وإنتاج الأحماض التي تضعف مينا الأسنان.
علّمي طفلك أن يتجنب التسرع في القيام بمهمة تنظيف الأسنان. يجب أن يتم تفريش الأسنان لمدة دقيقتين إلى ثلاث دقائق على الأقل للحصول على أفضل نتيجة.
إذا كان يجد صعوبة في تتبع الوقت، اطلبي منه استخدام مؤقت أو أغنية للمساعدة في متابعة المدة التي قضاها فيها.
أي الأجزاء ينظفونها داخل فمهم؟
إحدى المشكلات الشائعة مع الأطفال الذين يقومون بتنظيف أسنانهم بأنفسهم هي أنهم لا يقومون عادةً بتنظيف أسنانهم بالكامل. للتأكد من أن طفلك لا يرتكب نفس الخطأ، علميه طريقة التنظيف للتركيز على جميع أسنانه، وليس فقط على الأسنان الأمامية.
ذكّريه أيضًا بتنظيف الأسنان الخلفية وعلى جانبي فمه. يجب أن يكون طبيب أسنان العائلة قادرًا على أن يوضح له أفضل طريقة لتنظيف الأسنان دون الإضرار باللثة.
2. تجنبي “متلازمة زجاجة الرضاعة” أو “تسوس الطفولة المبكرة”.
في حين أنه قد يكون من الأسهل وضع الأطفال في السرير مع زجاجة الرضاعة، فإن القيام بذلك قد يؤدي إلى الإضرار بصحة أسنان طفلك الصغير.
سواء كان طفلك في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، تأكدي من الابتعاد عن هذه العادة لأن كمية السكر في الحليب تلتصق بأسنان طفلك وتسبب تكاثر البكتيريا المسببة للتسوس. يمكن أن يؤدي هذا بعد ذلك إلى ما يسمى بـ “متلازمة زجاجة الرضاعة” أو “تسوس الطفولة المبكرة” الذي يمكن أن يتسبب في أن تصبح أسنانه الأمامية متصبغة ومليئة بالثقوب.
في بعض الحالات، تتسبب متلازمة زجاجة الرضاعة أيضًا في حدوث تسوس، مما قد يؤدي إلى خلع الأسنان.
إذا كان لا يمكن تجنبها، أعطي طفلك زجاجة في السرير فقط إذا كانت تحتوي على مياه شرب بدون إضافات.
بمجرد أن يبلغ طفلك ستة أشهر، يمكنك استبدال زجاجة الرضاعة بكوب الشرب. اختاري الكوب الذي يحتوي على شفاطة أو ذي قمع صلب لمنع السوائل من التجمع حول أسنان طفلك الصغير.
مع اقتراب عيد ميلاده الأول، ابدأي بتعليمه استخدام الكوب. بمجرد أن يبلغ عامه الأول، يجب أن يطور بالفعل مهارات الحركة اللازمة للشرب من الكوب بمفرده.
3. وضحي لطفلك كيفية التنظيف بالخيط.
يعتبر التنظيف بالخيط جزءًا مهمًا آخر من نظافة الأسنان يجب على الأطفال القيام به مرة واحدة على الأقل يوميًا. يساعد ذلك في التخلص من جزيئات الطعام العالقة بين الأسنان والأماكن الضيقة الأخرى التي لا تستطيع فرشاة الأسنان الوصول إليها.
قد يشعر الأطفال ببعض الغرابة عندما ينظفون بالخيط للمرة الأولى. دعيهم يعرفون أن هذا أمر طبيعي. بعد ذلك، وضحي لهم كيفية استخدام الخيط بشكل صحيح وبلطف لتجنب إيذاء اللثة.
بيّني كيفية قطع الخيط بطول مناسب لاستخدامه ولفه حول إصبعك الأوسط أو السبابة. بعد ذلك، ضعيه بين الأسنان، وانتقلي إلى السِن التالي أثناء ضبط الجزء الفارغ من الخيط حتى يمر عبر كل سن.
4. اطعمي طفلك أطعمة صحية وصديقة للأسنان.
سيتوجب عليكِ تجنب إعطاء طفلك الأطعمة والمشروبات السكرية في أغلب الأحيان لأنها قد تضر بصحة أسنانه. كما ذكرنا سابقًا، يغذي السكر البكتيريا التي تنتج الأحماض التي تسبب النخور، مما يؤدي إلى تسوس الأسنان.
بدلًا من ذلك، التزمي بهذه الوجبات الخفيفة الملائمة للأسنان:
- التفاح – يحتوي على الألياف التي تساعد على إزالة الجير.
- البيض – غني بالبروتين والكالسيوم وفيتامين د الذي يعزز صحة الفم.
- الجزر والكرفس – يحتويان على نسب عالية من الماء والألياف التي تساعد على تنظيف أسطح الأسنان.
- الزبادي والجبن والحليب ومنتجات الألبان الأخرى – تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور والكازين التي تساعد على حماية مينا الأسنان من الأحماض الناتجة عن البكتيريا والتي تجعل الأسنان ضعيفة وهشة.
- البذور والمكسرات – غنية بالفوسفور والكالسيوم اللذين يساعدان في تقوية مينا الأسنان.
- البروكلي والخضروات الورقية – مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن مثل حمض الفوليك التي تساعد على تحسين صحة الأسنان والحفاظ عليها.
5. عرّفي طفلك على طبيب أسنان الأطفال.
يجب أن يتعرف الأطفال بالفعل على طبيب الأسنان بعد عيد ميلادهم الأول. خلال هذه الزيارة الأولى، يشرح طبيب الأسنان أساليب نظافة الفم الصحيحة. يمكنه أيضًا إجراء اختبار معدل لفحص أسنان صغيرك.
إلى جانب التحقق من صحة الأسنان بانتظام، فإن زيارة عيادة الأسنان تساعد الأطفال غالبًا على التعود على طبيب الأسنان والشعور بالاسترخاء أثناء هذه الفحوصات مع تقدمهم في السن. إذا أمكن، أحضري طفلك إلى طبيب أسنان أطفال مدرب على التعامل مع مشاكل الأسنان الأكثر شيوعًا عند الأطفال.
نصيحة أخيرة: كوني قدوة
أفضل طريقة لتعليم طفلك عن نظافة الأسنان هي أن تكوني مثالًا يُحتذى به. إذا رآكِ تنظفين أسنانك بالفرشاة، وبالخيط، وتتناولين طعامًا مغذيًا، وتزورين طبيب الأسنان بانتظام، فلا بد أنه سيحذو حذوك.
كخطوة إضافية، يعتبر تنظيف الأسنان مع أطفالك وقتًا مثاليًا لتقوية ترابط العائلة، كما أنه يساعد في جعل عادة تنظيف الأسنان جزءًا من روتينهم اليومي وليس مجرد عملًا رتيبًا.