X

محمد علي: أسطورة الملاكمة الخالدة على مر التاريخ

يعتبر محمد علي كلاي أحد أعظم الملاكمين الذين شهدتهم حلبات الملاكمة في التاريخ، إذ حقق العديد من الانتصارات أهلته للفوز بلقب رياضي القرن، دعونا نتعرف أكثر عن هذا الملاكم الشرس.


محمد علي هو ملاكم امريكي ولد في السابع عشر من يناير من عام 1942، بإسم كاسياس مارسيليوس كلاي جونيور لأسرة مسيحية في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأمريكية، وشهدت حياته تحولات جدرية عديدة من فتى أسود يعاني من التمييز العنصري في أمريكا إلى فتى بطل تفخر به أمريكا نفسها أبيضها وأسودها، فقد كان كلاي مشهورا بأسلوب المراوغة كالفراشة والهجوم كالنحلة، واشتهر خلال مشواره الاحترافي بسرعة الرد في توجيه اللكمات وأيضا قدميه الراقصتين وأسلوب التحويم في بقاع الحلبة، كما أظهر شجاعة وقدرة عاليتين على تحمل الضربات خلال مسيرته العظيمة وكذلك هو صاحب أسرع لكمة في العالم والتي وصلت سرعتها إلى 900 كلم في الساعة، وتعادل قوتها نصف طن.
احترف محمد علي رياضة الملاكمة سنة 1960، وكان عمره آنذاك 18 سنة،بعد ان أحرز للولايات المتحدة الميدالية الذهبية في دورة روما الأولمبية، وفي عام 1964، صدم محمد علي العالم عندما استطاع إقصاء الملاكم سوني ليستون عن عرش الملاكمة، وكان عمره لا يتجاوز ال 22 عاما، وبعد انتصاره، فاجئ العالم مرة أخرى بإعلانه الانظمام الى جماعة أمة الاسلام، وقام بتغيير اسمه إلى محمد علي فقط، دون إسمه الأخير كلاي، لأنه كان اسم العبودية المطلق عليه، وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي مالكوم إكس المتحدث الرسمي لجماعة أمة الإسلام في أمريكا، وهو الصديق المقرب لمحمد علي.

وفي عام 1965، أعلن محمد علي اعتناقه الدين الإسلامي، وعلى عكس المتوقع، لم ينقص ذلك بتاتا من شعبيته، بل زادت واكتسحت الآفاق، وازداد معها حب الناس له، وعندما أرادوا تكريمه بوضع اسمه في شارع المشاهير في هوليوود، رفض أن يوضع على الأرض مثل الباقين، واشترط أن يوضع على الجدار، وذلك احتراما للإسم الذي يحمله ” محمد “، وهكذا، صار إسمه هو الإسم الوحيد المعلق على الجدار،

رسب محمد علي في الإختبارات المؤهلة للإلتحاق بجيش الولايات المتحدة، لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت ما دون المستوى، وفي عام 1966، تمت مراجعة الإختبارات ليصبح محمد علي مؤهلا للإلتحاق بالقوات المسلحة، وكان ذلك في ذروة حرب ڤيتنام، وعلى الفور، أعلن كلاي أنه يرفض تماما المشاركة في الحرب رافعا لافتة مكتوب عليها: “أوقفوا الحرب العالمية الثالثة الآن”، واعتبر نفسه معارضا للحرب، وأنه لن يشارك فيها، وعلى إثر ذلك حكم على محمد علي بالسجن، وسحب لقب بطل العالم للملاكمة منه.

وفي عام 1967، وهو في قمة انتصاراته، تم ايقافه من ممارسة الملاكمة لمدة 4 سنوات، وبعد تبرئته عام 1970، عاد محمد علي إلى الملاكمة مرة أخرى، ليواصل تحقيق الأرقام القياسية في مباراة سميت بمباراة القرن، ضد نظيره الأمريكي الآخر فريزر، ولم يسبق لأي منهما أن خسر نزالا من قبل في مسيرتهما الإحترافية، وكانت المباراة تتكون من 3 مباريات متفرقة، فاز محمد علي في مناسبتين، فيما خسر الثالثة.

وفي عام 1974، فاز محمد علي على الملاكم القوي جورج فورمان، ليستعيد بذلك عرش الملاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية، والعالم بأسره.
اعتزل محمد علي الملاكمة عام 1981، وكان عمره آنذاك 39 سنة بعد مسيرة حافلة بالإنجازات الغير مسبوقة، تضمنت 56 فوزا، منها 37 بالضربة القاضية، وخمس هزائم، وتوج باللقب العالمي 3 مرات مختلفة. وفي عام 1984، أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاشي، وبعد إصابته بهذا المرض، الذي أبقاه عاجزا عن الكلام، لجأ محمد علي إلى لغة الإشارة، إذ كان يعتبر ما يريد بتحريك عينيه وأصابع يديه، وكان يقول أن الله ابتلاه بهذا المرض، ليقول له أنه ليس الأعظم، بل إن الله هو الأعظم.

توفي محمد علي بتاريخ الرابع من يونيو عام 2016، عن عمر ناهز 74 عاما، بعد صراع طويل مع المرض دام قرابة 32 عاما.
ورغم أن التاريخ شهد ميلاد ووصول آلاف من الملاكمين والرياضيين، فإن الجميع اختفوا في المسرح إلا محمد علي، الذي لم يفقد بريقه بين جماهيره من الأجيال المتعاقبة. وكانت كلمة السر في إيمانه وفكره، وعمله من أجل الإنسانية.

Related Post