لم يكن يحتاج الأمر الى معشر من الجنائيين
و حشد من الأطبة الشرعيين ..
لكنها إجراءات بالية واجبه !
إن مثل هذه المقامات تهوى التعقيد بكل شيء
للحد الذي يجعلهم يعقدون حتى مراسم دفنك !
تهرئ جثتك على أسرة التشريح أحيانا
قبل أن تمر على أسرة التكفين و ما الى ذلك
انها تهرئ قبل أن يواريها التراب..!!
و لا أدري لما تتعنى هيئات التشريح
بطلبها الجثة التي حتتّها الأيام أصلاً
لم يحاولون عبثا ايجاد حل لغز لا يقدرونه
إن كانوا يصرحون في كل جثه..
(يبدو انه مات قدراً)
أحقاً!!
ان غالبية الجثث كجثه هذا الشاب ماتت قهرا و ألما
لا قدرا ..
على اي حال ..
هذا الشاب الذي خمد على فراشه باكياً
كان يخشى الله فلم يبتر الوريد و لم يشنق العنق
و لكنه راغب بالرحيل للحد الذي يجعله يبتهل الله
بأن يكلف ملكا بقبض روحه ..
بأن يهبه كرامة الرحيل و كفى
و استجيب لابتهالاته..فرحل
كرهاً بالحياة و حقداً على كل شيء
سمعت أن والدته قد عرضته على طبيب نفسي قسرا
كان القسر للمره الأولى و الثانيه ..
لكنه وافق بعدها..
شرط ان يصحب شقيقته ذات الربيعان معه
كان يجلس في كل مره الجلسة ذاتها
و ينظر في عيني شقيقته مبتسما و صامتا
و في المرة اليتيمه التي نطق بها ..
كان ليسأل الطبيب ان كان من الممكن ان يذهب لمقابر القريه يدا بيد مع شقيقته !! ان كان لا يؤذيها بفعله
و لم يجبه الطبيب .. ذهولاً من سؤاله
انه كقاتل أجرم فلم يشهد عليه غير مجنون
فوقع القتل و بطلت الشهاده ..
انه يُشَهِدُ ذات الربيعان على مصيره
على مأساته و خيبته.. و على دنو اجله
رحل دون ان يصرخ بوجه امه لست مريضاً نفسياً
رحل دون ان يترك وصيه..
هكذا بكل هدوء و سكينه
رحيلاً صامتاً يليق به
لا أدري ما الذي عايشه ذي العشرين ألماً
حتى يطلب الحق بالرحيل
لكني أظن أنه مبرحٌ للحد الذي يجعله
يخلي طرفه مع الدنيا ..
و و يرتقي الى الرفيق الاعلى بسلام .
# عابر _جنازة
……
سارا محمود
جمييله وكتابتك رائعه عشت القصه بطريقة الكتابه الجميله..
استمري