تواجه النساء الكثير من مشاكل الركبة خاصة بعد سن الأربعين وذلك للتغيرات الهرمونية والتركيبة في جسم المرأة مما يزيد من قابلية إصابتها بمشاكل المفاصل والرقبة بمعدلات أكثر من الرجال، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات لدى السيدات ويتطلب فهم للأسباب والعوامل التي تجعلهم أكثر عرضة لمشاكل الركبة.
وهذا ما سوف نتناوله في السطور التالية للمقالة بالاستعانة بخبرة وآراء الدكتور عمرو أمل استشاري جراحة العظام والمفاصل.
لماذا النساء أكثر عرضة لمشاكل الركبة؟
أثبتت الأبحاث الطبية بالفعل أن النساء أكثر عرضة لمشاكل الركبة أكثر من الرجال نتيجة للعديد من العوامل والفروقات بين الجنسين، فمنطقة الحوض لدى النساء بطبيعتها أعرض من الرجل وبالتالي ينتج عنها زاوية مختلفة بين الساق والفخذ تُعرف طبيًا بزاوية كيو والتي تضع ضغط أكبر على مفاصل الركبة.
كذلك مرونة الأربطة العالية عند النساء والتي رغم ميزاتها إلا أنها تقلل من استقرار المفاصل وتعرضها للإصابات بحوادث الالتواءات مع الحركات البسيطة أو الإجهاد فيُصاب المفصل، إلى جانب العوامل الهرمونية المتحكمة في جسم المرأة نتيجة التقلبات التي تمر بها بداية من سنوات الخصوبة إلى الحمل وحتى سن اليأس وانقطاع الطمث هذه المراحل تترك آثار واضحة على صحة المفاصل والعضلات.
وبالتالي هذه العوامل والأسباب المختلفة تجعل الوقاية المبكرة من هشاشة العظام عند النساء والحفاظ على صحة المفاصل ضرورة أساسية.
تأثير الهرمونات الأنثوية على مفصل الركبة
يوضح دكتور عمرو أمل زميل جامعة آن بألمانيا أن الهرمونات الأنثوية تلعب دوراً معقدًا في صحة مفصل الركبة فهي سلاح ذو حدين.
على الرغم من وجود بعض الهرمونات الأنثوية المهمة لحماية الغضاريف مثل هرمون الإستروجين الذي يقيها من التآكل المبكر ويحافظ على كثافة الكتلة العظمية ويدعم إنتاج الكولاجين الذي يدعم صحة الأنسجة وتقليل التهابات المفاصل، إلا أنه من ناحية أخرى يزيد من مرونة الأربطة بشكل قد يكون مفرط مما يقلل الاستقرار والتوازن للمفصل ويجعله أكثر عرضة للإصابات أو خطر تمزق الرباط الصليبي الأمامي خاصة في فترة الإباضة التي تصل فيها مستويات الإستروجين إلى أعلى معدلاتها.
أما هرمون البروجستيرون المنظم للدورة الشهرية والمثبت لبطانة الرحم أثناء حمل المرأة يساهم في احتباس السوائل في الجسم وبالتالي تظهر أعراض تورم المفاصل وثقل الساقين خاصة الأيام السابقة لموعد الدورة الشهرية.
ولهذا نجد أن الرياضيات المحترفات من النساء أكثر حرصًا على تعديل برامج التدريب خلال أيام الدورة الشهرية للتقليل من خطر الإصابات الرياضية.
صحة الركبة أثناء الحمل والولادة
من المعروف أن الحمل يعتبر تحدي كبير بالنسبة للجسم بشكل عام ومفاصل الركبة والضغط عليها بشكل خاص،حيث تبدأ التقلبات الهرمونية تصاحب الأشهر الثلاثة الأولى في الحمل وتشعر بعض النساء بألم خفيف في الركبة.
ويشير الدكتور عمرو أمل محاضر وزميل بالجمعية السويسرية لجراحة العظام أنه مع تقدم الحمل إلى الشهر الثالث يزداد وزن الجسم تدريجي بين عشرة إلى خمسة عشر كيلو جرام بسبب السوائل المحتبسة في الجسم والتغيرات في الأنسجة، وبالتالي يضيف ضغط على الركبة أثناء الحركة والمشي أو صعود السلالم.
مشاكل الركبة بعد سن اليأس
بعد انقطاع الطمث عند المرأة، يحدث تحول في طبيعة الهرمونات فينخفض هرمون الإستروجين بشكل حاد وبالتالي تقل الحماية الطبيعية لمفاصل الركبة وتزداد احتمالية الإصابة بخشونة الركبة عند النساء في السنوات الأولى من انقطاع الطمث.
كما تزداد معدلات الإصابة بهشاشة العظام في هذه المرحلة حيث تتأثر كثافة وقوة العظام بانخفاض مستوى الإستروجين بنسبة 20%، وتقل الكتلة العضلية مما يفاقم المشكلة وتصبح العضلات المحيطة بالركبة معرضة للإصابة بالصدمات لأنها أكثر هشاشة وأقل قدرة على تحمل الإصابات.
وأكد على هذا الدكتور عمر أمل طبيب عظام متخصص في آلام الركبة والمفاصل من واقع خبرته في عيادته مع المرضى من النساء في هذه المرحلة العمرية، فالأغلب منهن يشتكين من أعراض التيبس في الركبة وأصوات الطقطقة والاحتكاك الواضح أثناء فرد وثني الركبة أو صعود ونزول الدرج وهذا ناجم عن التغيرات الفيزيولوجية لهذه المرحلة.
العلاج الهرموني وصحة المفاصل
آثار العلاج الهرموني وتأثيره على صحة المفاصل جدل طبي واسع حتى أكدت الدراسات الطبية بالفعل أن العلاج الهرموني التعويضي له فوائد كثيرة لصحة المفاصل والتقليل من التآكل الالتهابات والحفاظ على كثافة العظام، بجانب هذا يحسن العلاج الهرموني من إنتاج الكولاجين والأنسجة الضامة ويدعم مرونة المفصل وقدرته على الحركة.
ولكن لا يمكن تعميم العلاج الهرموني على جميع الحالات النسائية فهذا القرار الطبي يحتاج للدراسة الواضحة للحالة بشكل فردي بداية من التشخيص الطبي والمخاطر الصحية المحتملة لهذا العلاج.
لذلك هناك بدائل أخرى طبيعية بفوائد مشابهة وإن كانت بدرجة أقل للنساء اللواتي لا يستطعن الخضوع للعلاج الهرموني مثل استخدام المكملات العشبية ومنتجات الصويا التي توفر نسبة ما من الاستروجين النباتي.
نصائح خاصة للسيدات للحفاظ على صحة الركبة
الوقاية والعناية بصحة الركبة والمفاصل لدى السيدات أمر ضروري لتقليل خطر الإصابات والمشاكل المبكرة ومن هنا يجب اعتماد النصائح التالية من دكتور عمرو أمل استشاري جراحة الركبة بالمنظار والمفاصل:
- اتباع أسلوب حياة متوازن يحافظ على تقوية العضلات ويقلل من الإجهاد الميكانيكي.
- الحفاظ على الوزن الصحي.
- ممارسة الأنشطة البدنية وبرامج تمدد العضلات.
- تجنب حمل الأوزان الثقيلة بشكل متكرر.
- تعديل وضعيات الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة لتجنب الضغط المستمر على المفصل.
- تناول كميات كافية من الفيتامينات والكالسيوم لدعم صحة العظام.
- استخدام كمادات باردة بعد المجهود البدني لتقليل الالتهاب بشكل موضعي.
- يُفضل إجراء الفحوصات الطبية لتقييم قوة العضلات بعد سن الأربعين واكتشاف أي مشاكل مبكرًا.
الأسئلة الشائعة حول صحة الركبة للسيدات
هل حبوب منع الحمل تؤثر على الركبة؟
نعم تؤثر حبوب منع الحمل على الركبة بأكثر من طريقة لأنها تعمل على تثبيت مستوى الهرمونات الأنثوية في الدم وبالتالي زيادة مرونة الأربطة والتقليل من استقرار المفصل وزيادة خطر الإصابة بالرباط الصليبي الأمامي خاصة لدى النساء الرياضيات، ومن ناحية أخرى تسبب بعض أنواع حبوب منع الحمل احتباس السوائل في الجسم وتورم المفاصل.
متى أبدأ مكملات الكالسيوم؟
لا توجد إجابة واحدة تناسب جميع النساء، الإجابة تتوقف على عوامل كثيرة مثل العمر والتاريخ الصحي، والنظام الغذائي ولكن بشكل عام مكملات الكالسيوم ضرورية في الثلاثينات والأربعينات من العمر حيث تمر المرأة بمراحل الحمل والولادة والرضاعة التي تستنزف مخزون الكالسيوم في الجسم وتضعف عظام الأم.
أيضًا تناول مكملات الكالسيوم في سن الخمسين بعد انقطاع الطمث أمر يُوصي به الأطباء للانخفاض الحاد في مستويات الإستروجين وفقدان العظام للكالسيوم بمعدلات أكبر من القدرة على امتصاصه.
هل الرياضة آمنة أثناء الحمل؟
نعم يوصي الأطباء بشدة بممارسة الرياضة أثناء الحمل للحفاظ على النشاط البدني للجسم والتقليل من آلام الظهر والركبة وسهولة الولادة، ولكن يجب التنبيه لضرورة ممارسة الرياضة بشكل صحيح ومعدل منتظم.
لماذا أشعر بألم في الركبة قبل الدورة؟
بسبب التأثيرات الهرمونية في الجسم وإفراز هرموني الإستروجين والبروجستيرون بمعدل أكبر وتأثيرهما على كلاً من الأربطة والمفاصل فيحدث حالة من ارتخاء الأربطة حول المفصل وعند ممارسة أي مجهود أو ضغط على المفصل تشعر المرأة بألم في الركبة.