حرف الميم م
حرف الميم
الميم حرف شفوي, مخرجها باطن الشفة العليا مع باطن الشفة السفلى.
و مخرج الميم فيه إشراك للخيشوم لأن الميم لا تكتمل إلا بالغنّة التي مخرجها الخيشوم.
و الفرق بين مخرجها و مخرج الباء قوة الاعتماد في المخرج. فقوة التصادم عند الميم أقل من الذي عند الباء لأن الباء أقوى من الميم.
و الميم حرف مجهور متوسط, مجهور يعني لا يخالطه نفس متوسط يعني حال وسط بين كمال الشدة و بين كمال الرخاوة يعني صوتها ينقطع انقطاع ضئيل ويجرى جريان ضئيل .
أول ما يكون التصادم عند مخرج الميم بدأ الصوت منقطعا انقطاعا ضئيلا نظرا لانغلاق المخرج فعاد الصوت إلى الخلف و خرج من الخيشوم فجرى جريان ضئيل بالتالي كان صوتها متوسط بين كمال الشدة و كمال الرخاوة.
فانقطاع صوتها ليس كانقطاع الحرف الشديد و جريان صوتها ليس كجريان الحرف الرخو بل بينهما حال وسط. لذلك نقول عن الميم حرف متوسط.
زمن الميم هو زمن الاحتباس زائد زمن الجريان يعني زمن متوسط.
و ذكرنا أن الميم لا تكتمل إلا بالغنّة كذلك حال حرف النون فما الفرق بين صوت الغنّة عند الميم أو عند النون؟؟ الفرق تشكل صوت الغنّة عند المخرج فعند الميم يتشكل صوت الغنّة عند الشفتين أما عند النون فيتشكل صوت الغنّة عند طرف اللسان الدقيق.
ما الفائدة من معرفة هذا الأمر؟؟ الفائدة عند التطبيق لأحكام الميم الساكنة مثل الإخفاء الشفوي أو عند قلب النون الساكنة أو التنوين إلى ميم و إخفائها عند الباء.
فالتلامس بين الشفتين عند الميم المخفاة لابد أن يكون تلامس دون كز و دون فرجة, دون كز لأنه ليس هناك قوة اعتماد على الشفتين وهو اعتماد أضعف من الذي عند الميم المظهرة و دون فرجة كي نحقق التلامس بين الشفتين الذي سيشكل صوت الغنّة الخاص بالميم كي نميزه عن صوت الغنّة الخاص بالنون.
بالنسبة للأحكام الخاصة بالميم الساكنة انحصرت في الإظهار و بالتالي غنّة الميم مظهرة أصلية في الميم أو الإدغام وهو ميم في ميم كذلك الغنّة هنا ستتشكل تبعا لمخرج الميم لأنه إدغام الميم في ذاتها و الحكم الثالث إخفاء الميم عند الباء هناك غنّة هذه الغنّة تعود إلى وجودنا في مخرج الشفتين الذي يشترك فيه الميم و الباء لذلك لابد من تحقيق مخرج الميم كما ينبغي بالتالي يكون الاعتماد على عضويّ النطق اعتمادا ضعيفا أضعف من الاعتماد عند الميم المظهرة يعني دون كز على الشفتين و لا نجعل بين الشفتين فرجة لأن حال الشفتين عند النطق بالميم يكون بتصادم بين باطن الشفة العليا مع باطن الشفة السفلى دون فرجة. و الفرجة تغير صوت الغنّة الذي من المفروض أن يتشكل تماما حسب مخرج الميم و هذا للمغايرة بينه و بين صوت غنّة النون المتشكل تماما حسب مخرج النون.
كذلك من المفروض أن الحروف المتجانسة تدغم في بعضها لكن على العكس علماء التجويد حذرونا من إخفاء الميم عند الواو و الفاء و العناية بإظهارها, لما هذا الأمر؟؟
نظرا لاشتراك الميم و الواو و الفاء في المخرج العام وهو الشفتين كان من الأيسر على القاريءإخفاء الميم عند الواو و الفاء لذلك نبهنا علماء التجويد إلى هذا الأمر كذلك الواو و الفاء هي أحرف مجانسة للميم لكن خالفنا قاعدة إدغام المتجانسين و لم ندغم الميم في الفاء و الواو لما؟؟
لا ندغم و لا نخفي الميم عند الواو و الفاء لأن صوت غنّة الميم لن يتشكل إلا عند تحقيق مخرج الميم لا يكون إلا عند الشفتين و هذا حاصل في الميم المظهرة لكن الميم المخفاة أو المدغمة لن يكون هناك تلامس بين الشفتين بالتالي صوت الغنّة لن يتشكل لأننا إذا أخفينا عند الفاء مخرج الفاء يمنع من تلامس الشفتين بالتالي صوت الغنّة سيضيع أما إذا أخفينا عند الواو فاستدارة الشفتين ستمنع تلامس الشفتين بالتالي الغنّة لن تتشكل و ستضيع عكس ما كان في إخفاء الميم عند الباء الذي مخرجها الشفتين محل تشكل الغنّة والتى مخرجها اى الباء هو نفسه مخرج الميم الفرق بينهما قوة الاعتماد .
إذا, لا تكتمل الميم إلا بالغنّة و غنتها لا تتشكل إلا عند الشفتين بالتالي عند إخفاء الميم أو إدغامها لابد أن يكون هناك تلامس بين الشفتين تلامس خفيف يعني بقوة اعتماد أقل من التي عند الميم المظهرة و هذا التلامس يوجب عدم خلق فرجة بين الشفتين لا كبيرة كانت ولا صغيرة.
الأخطاء الشائعة عند النطق بالميم:
– إخفاء الميم عند الفاء و الواو : هذا من الأخطاء الشائعة نظرا لقرب مخرج الفاء من مخرج الميم و اتحاد مخرج الميم و الواو مثال”هم فيها” لذلك لابد من الاعتناء بنطق الميم عند الفاء و الواو و إظهارها كما ينبغي في مواضع إظهارها.
– الاعتناء بالميم إذا تكررت مثال”ومن أظلم ممن منع مساجد الله” ربما يحصل الخطأ في إعطائها حقها من الغنة فلابد من الاعتناء بالميم لأنها تكررت و هذا فيه ثقل في النطق و تطويل زمن الغنّة عند الأحكام.
كذلك إذا تكررت و هي مظهرة مثال”و اضمُمْ” لابد من توضيح الميمين كل على حده بغنّة أصلية غير كاملة.
– تفخيم الميم إذا جاورت ألف مثال”و ما الله” أو جاورت حرف من حروف الاستعلاء مثال”مصير” أو جاورت الراء المفخمة مثال”مخمصة” فمن الخطأ تفخيم الميم في هذه الحالات بل لابد من العناية بترقيقها لأن حرف مستفل منفتح.
– قلقلة الميم الساكنة : هذا خطأ لأن الميم حرف متوسط بين الرخاوة و الشدة أما عند قلقلتها فقد قلبت الميم إلى حرف شديد مجهور نظرا لعدم تحقيق مخرجها كما ينبغي و تقوية الاعتماد على مخرجها كما فى (انعمت) ننطق الميم الساكنة باعطائها زمن توسطها .
لكن هذا لا يعني أن نسكت على الميم خوفا من قلقلتها فالسكت لا يكون إلا تبعا للرواية.
و الميم التي تظهر بها صفة التوسط هي الميم الساكنة المظهرة لأن الصفة أبين ما تكون حال سكون الحرف و الميم المتحركة يظهر فيها أكثر صفة الرخاوة من صفة التوسط
– الإفراط أو التفريط في زمن الميم المتطرفة: صفة التوسط في الميم بين كمال الشدة و كمال الرخاوة فلا نبالغ في إظهار التوسط و لا نفرط ببتر صوتها كما فى (الرحيم).
و لضبط توسط الميم ننطق الميم الساكنة المتطرفة نفس زمن الميم الساكنة وسط الكلمةبمعنى ننطق زمن الميم فى (الرحيم)حال الوقف مثل زمن الميم الساكنة فى (انعمت ).
ملاحظات:
– الميم المخفاة أو المدغمة لا تظهر فيهما صفة التوسط بل التي تظهر هي الغنّة حيث أن الغنّة زمنها مطول و هذا يعود إلى تضعيف الاعتماد على المخرج .
لأن الميم حرف متوسط بين كمال الشدة و كمال الرخاوة فإذا كانت الميم غير مظهرة كان لابد من تغليب الرخاوة على الشدة بتضعيف قوة الاعتماد على المخرج و تطويل الغنّة يعني تغليب صفة الرخاوة و جريان الصوت بالغنّة.
– نظرا للتجانس بين الميم و الباء فان الميم قد تبدل إلى باء في بعض الألفاظ مثال مكة تصبح بكة و الفرق بين الميم و الباء قوة الاعتماد على المخرج لأن الباء أقوى حيث أن صوتها بدأ و انتهى في نفس المخرج ليس مثل الميم الذي بدأ في الشفتين و انتهى عند الخيشوم.
– نظرا لوجود الغنّة في النون و الميم فقد تبدل الميم إلى نون مثال في لفظ ندى تصبح مدى و هذا يصح لغة و العرب كانت تفعل هذا
……………………………..
شكرا معهد دار الهجرة
و الشكر أيضا للشيخ أيمن سويد